مهرجان الفنون الإسلامية - الدورة العشرون

تاريخ الحدث: 13/12/2017 - 23/01/2018
الموقع: متحف الشارقة للفنون
مهرجان الفنون الإسلامية -  الدورة العشرون


الأثر حقيقة لا مناص منها طالما أن للكون نبضه على وقعٍ من الزمن وإيقاعه، الأثر رهين الفعل، وماهية الفعل تشكل الكلمة الفصل بين أثر يدوم أبداً، يلقي بتداعياته حقبة تلو أخرى، وأثر يُمحى مع نهاية الفعل، وما بينهما من آثار تحتل حيزها في السياق الحضاري والتاريخي للبشرية. فالأثر في شكل من أشكاله معرفة، من خلالها ندرك لحظة الحدث أياً كان، وهذه المعرفة صلة وصل بين زمن وآخر، وبين ثقافة وأخرى، ولهذا فإن للأثر قيمته، والأهمية تشتد عندما يتعلق الأثر بالإبداع.

إن العمل الفني أثر، وينبئ هذا الأثر بلحظة اشتغال إبداعي، يستمر استحضارها بوجود العمل ومثوله كياناً له شخصيته، وبقدر ثراء هذا العمل بالقيم، تتحقق ديمومة أثره، ويبقى مثاراً للحديث ومناسبة للرؤية ومجالاً للخيال، ومع مرور الزمن وتعاقب اللحظات التي يشغلها العمل الفني، يتعزز أثره ضمن سياق مستمر، شهدت انطلاقته الأولى ولادة العمل الفني. بين المنجز الإبداعي البصري كأثر فني مكون من شكل ومضمون.

وبين أثره الحضاري، الفكري والبصري، هامش واسع للرؤية من نافذة الخيال والحَدْس لدى الفنان المعاصر، وذلك من منطلق البحث البصري في الأثر الذي يتركه الفن الإسلامي منذ نشأته وحتى تجلياته المعاصرة. خاصة وأن الفنون الإسلامية تتمتع بأثر راسخ في الثقافات المختلفة التي شهدت نشأتها وتطورها وانتشارها، فقد أفضت هذه الفنون التي تتمتع بالتنوع إلى ارتقاء حالة التذوق والشعور بالجمال، وهذا أثر بارز لها، ثم أنها من بين الروافد التي أثرت الفنون الحديثة في العالم عندما شكلت وجهة بحثية بصرية وفكرية للفنان الغربي خلال القرن التاسع عشر، انطلاقاً من مبادئها وإغراءاتها البصرية، وهذا أثر مبكر في الفنون البصرية الحديثة والمعاصرة.

كما أن الفنون الإسلامية كانت حاضرة من حيث تصدرها العديد من لوحات المستشرقين الذين أغراهم سحر الشرق، منذ عدة قرون، فإلى جانب مظاهر الحياة العامة التي اتخذها الفنانون المستشرقون كمواضيع لتلك اللوحات فإن الحيز المكاني "كخلفية وموضوع في اللوحة" كان يعبر بجلاء عن الفن الإسلامي، من خلال العمارة ومختلف العناصر الزخرفية والتطبيقية التي تظهر في اللوحات، فضلاً عن التأثيرات المختلفة لمختلف أنواع الفنون الإسلامية، من منمنمات وعمارة وزخرفة، وغيرها من أنواع لا تزال من المؤثرات الفاعلة في حالة الإبداع العالمي، خاصة وأن مستويات التأثير في هذه الفنون متعددة بين بصرية تحاكي الإحساس يُعبر عنها الشكل وما يكتنز من تناسق وتناغم وتكامل، وبين تأثيرات داخلية يُعبر عنها بالمضمون من خلال مفهوم التسامي بما يرتبط من قيم روحية وجمالية وإبداعية وما يعتريها من أصالة، فضلاً عن أنها لغة بصرية واسعة رسخت مكانتها على خارطة الفن العالمي.

 

   للاستفسارات: 8222 568 06